امراة العزيز


امــرأة الــعــزيــز


دعيني أبوح لك بسر القبل.
وكيف تموت أسرار قبورنا دونما الكفنْ،
حين يروي حمَّاٌدٌ الراوية شعر السيابْ،
حين تنطفئ زنابق الحقول.
دعيني أصفُ لك فرسا في آخر السبق، الذي لا أعرفه.
دعيني أعانق أثافي المضارب،
التي ما تزال ترسم وجنتيك في إيهاب،
                                           حين يغيب القمر .
دعيني أكتب بالإبر على آماق البصر،
انطواء خصلات شعرك.
دعيني ألمس شعْر الخنساء،
يربت بمناديل خبزنا العاري...
على كتف دموع الرزايا .
***           ***
أكلما رسمتُ البحر، تعالتْ أنفاسك،
تمرمر كالصدى..
والصدى..
والصدى..
والصدى..
يلازم اليراع.
أكلما آخيت المدينة،سحبتني موجة،
                             تهتز كما الجان..
أنا ما أحببت في الشّعْر غير القوافي الغرثى،
في مساحات لغات ينأى عنها القمر ...

***      ***
لا زلت أبحث عنك..   فيندلق دلْو السؤال
لازلت أبحث عنك في الطبول الرنانة التي لاتشيخ .
في صحراء ماردة .أبحث عن رشاش أسقطوه مني ..
لا أجد غير وردة مالت ،
وقالت :ليس في صحرائنا غير الرياح ...

عيناك..
عيناك .. يا امرأة العزيز..
تشغلني ثقل زمن الدمار وقدوم السنين العجاف..
فما عساي أقول؟
أنا العبد البائس ضحية الحب والذئاب .
في الجب كان لي عشق المرايا.
في السجن ضاجعت رؤيوات .
يسائلني عنك العشق ،
لازلت أبحث عنك في زهرات ،
وفي كتب عرش بلقيس.
نحتت الْيخت على جدارمملكة طرْوادة.
والقبَّرات تعتلي عرش الشجيرات،
.
ترنو الى نشيد البجع، بعيون سوجاءْ...
تهاجر الشرق والجزيرة .
***    ***
على هذي الأطلال استوقفُ الرفيق ،
لنبكي من ذكراكْ.
لنعانق المنازل الصماءْ.
نظمتُ شعرا بلاقوافي .
فعاد السؤال كما أنا بلا أوتارْ..
انكسرت زجاجات النبيذ...
انمحَّت كل الكلمات،
ذبلت أزهار الشطآن.
هل ظعنت في الجدب الأخير؟.
تتوسدين السهاد،
وترحلين...
وقد قدَّ قميصي من دُبرْ
لما الرحيل؟
لما يرحل هودج الجمالات الصّفر،
يحمل صورة وجهك في اليبابْ؟.
أنا أنت ...
وفي الغياب، تضيع أقفال الأبواب الموصدة،
خلف السنابل العجاف .
ظللت طريق الصحراء باحثا عن أثافي الخيام .
ظللت وما أنا بفارس كمهيار ينقل الجزر .
صرت أحمل عشق الصليب.
أسير وأنت من همَّ بي ،
في غيابات الجبّ كتبت الرؤيا ،
راودتْني الخطايا لولا برهان ربي..
والذئاب تذءلني كلَّ مكان .
فلما الرحيل ؟.
***   ***
زادي في السيارة سفر جلة تأكل النسيان،
فلما الرحيل؟
أيشهد صاحبي؟
أيذكرني في خيوط البَقرات العجاف ؟
أفي لظى السجن كلمات؟
تودع المسيح حين يحمل الصليب ؟
يامراة العزيز ترحلين في إسار.
قد يكون العير تنهدات آل مدين.
قد تتفتت الوسادة خلف أعمدة راحتيي ،
أمتطي صهوة الفرس الحرون ...
ولا يسلم الشرف من نكبات الزمان.

الريش 3/1/2008أبومحمد أمين أعبوب
Yousef_aaboub@hotmail.com
مشاريع
 
 
Aujourd'hui sont déjà 7 visiteurs (11 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement